في العادة ما يتم النظر بنظرة سطحية إلى رحلة "رع" في عالم ال"دوات" (العالم السفلى) وهو العالم البرزخى الذى يرتحل فيه "رع" في الظلام لكى يولد من جديد فى النهار وهو العالم الذى يسكنه "أوزير"
فى العالم الظاهر تنقسم رحلة "رع" النهارية إلى 12 ساعة في الشروق الباكر ، يقابلها 12 ساعة ليلية بعد الغروب في العالم الباطن ، في الساعات الست الأولى من الرحلة يبدأ تمايز الوعي الذي يمثله روح "رع" الذي بدأ عند الظهر في النضوب ... وفي منتصف الليل يحدث تزامن بين هذا الوعي الشمسي والركيزة الإلهية أو أرضية الوعي أو ما يعرف بالوحدة بين الروح "رع" وجسم الوعي "أوزير" ، بالتزامن مع ذلك يشهد "أوزير" الوعي الإلهي على هذا النحو نفسه إدراكا لإمكاناته الذاتية ليصبح ذلك الوعي الحي بعد إتحاد روح "رع" مع جسد "أوزير" فى عالم الدوت إلى "رع-أوزير" (أي الروح المتحدة مع الجسم/الجسد) وهو عبارة عن طاقة هائلة يبدأ معها التجديد والتجدد للكون ليبدأ دورة يوم جديد مدتها 24 ساعة
هذا التجديد الليلي ل"رع" (الشمس) بالإتحاد مع "أوزير" ينتج عنه مزيج خيميائى غامض لا يطلع أحد على سره ففيه يكمن سر تجدد طاقة الكون واستمراره وهذا يدل على أن قوى التجديد تعمل على جانب آخر من الوعى وهو الموت (العالم الآخر عالم الباطن) ، وهذا هو ما أكدته النصوص المصرية القديمة في إشارة إلى أن "رع" (الشمس) ينزل إلى أعماق العالم الآخر الذى يسكنه "أوزير" باعتباره "با" (يصور على شكل رأس الكبش) لتتحد "باؤه" بجسد "أوزير" الراقد فى الدوت ، لذلك كان "أوزير" في نظر قدماء المصريين هو أحد القوى الكونية التى شاركت فى نشأة الكون ، وهو يمثل مبدأ الموت والميلاد من جديد (أى البعث للعالم المادى) ، وفى نفس الوقت كان "أوزير" هو أيضا مصدر الطاقة الكونية المتجدده ل "رع" وكان "رع" يكتسب تلك الطاقة الكونية المتجدده التى تضمن له الاستمرار فى الوجود من خلال إتحاده مع "أوزير"
أثناء الرحلة الكونية اليومية ل "رع" و هى بمثابة تكرار للزمن الأول أو النشأة الأولى ، هذا التكرار والإتحاد اليومى بين "رع" و "أوزير" في العالم الآخر هو الذى يضمن للكون تجديد طاقته حتى لا يشيخ ويسقط فى عالم الفوضى ومن ثم الإستمرار فى الوجود ، لذلك فان "رع" كقوة كونية سماوية (شمسية) تمثل مبدا التكرار الأبدى فى النظام الكونى ويطلق عليه (نحح) ، فى حين أن "أوزير" كقوة كونية "تحت-أرضية" تمثل مبدأ الاستمرار للأبد ويطلق عليه (دجد)
لذلك كان الكون فى نظر قدماء المصريين أشبه بآلة ضخمة فى حالة حركة دائمة صممت للعمل بلا توقف لملايين الملايين من السنين وبنى هذا النظام الكونى لكى يستمر لفترة طويلة جدا وهذا الإستمرار هو ما عبر عنه قدماء المصريين بكلمة "دجد" فالخلود أو الاستمرار للأبد (دجد) يعتمد على الحركة المنظمة للكون
فى السماء تجرى الشمس و القمر و النجوم فى مدارات فلكية معينة لا يمكنها الانفلات منها ، هذه الدورات التى تعيد تكرار نفسها بشكل دائم هى تجسيد لأحد المبادئ الكونية التى عبر عنها المصرى القديم بكلمة "نحح" و معناها "التكرار الأبدى" و التكرار الأبدى هنا لا يقصد به اعادة تكرار الحدث السابق أو الدورة السابقة كما يتبادر للأذهان وانما المقصود به تكرار لحدث أزلى وقع عند النشأة الأولى للكون ، فكل شروق لشمس يوم جديد هو إعادة تكرار لخروج "رع " من مياه الأزل لأول مرة عند نشأة الكون فدائما ما يطلق على "أوزير" و "رع" (الأمس و الغد) - أما الأمس فهو أوزير ، وأما الغد فهو رع
يمكن تتبع العلاقة بين "أوزير" و "رع" من أقدم النصوص المصرية وهى متون الأهرام ، وصفت تلك النصوص "أوزير" بأنه هو الأفق الذى يبعث منه "رع" ، كما وصف كلاً من "أوزير" و "رع" بلقب (حورس ، سيد الأرواح) وبرغم اشتراك "أوزير" و "رع" فى نفس اللقب الا أن أوزير كان دائما ساكن و راقد فى قاع المحيط الكونى ، فى حين كان "رع" دائم الإرتحال وفى حركة ديناميكية دائمه يقطع خلالها المحيط الكونى ذهابا و إياباً بلا توقف .
أما نصوص التوابيت فتبين المزيد من تفاصيل تلك العلاقة الفريدة بين "أوزير" و "رع" ، ففى أحد نصوص التوابيت تصف احدى رحلات "رع" الكونية التى ينزل فيها إلى مدينة هليوبوليس "ايونو" (مدينة التل الأزلى) لكى يبكى ويذرف الدمع على جسده "أوزير" الموجود فى هذا المكان - وهو ما يمثل إندماج بين المذهب الشمسى والمذهب الأوزيرى ، فمن الواضح أن المذهب الشمسى كان لاهوت الدولة تحيط به ابهة الملك ونفوذه ، فى حين أن المذهب الأوزيرى أو مذهب أوزير يمثل ديانة الشعب التى أنجذب إليها كل فرد متدين ، هذا التطور المستمر بين المذهبين الشمسى الذى كان متبع فى معابد الحكومة والمذهب الأوزيرى الذى يمثل المعتقدات الشعبية يعد من أهم ما تبقى لنا من أخبار ومعتقدات العالم القديم والذى يعد أقدم مثال لحالة الصراع الروحى والعقلى بين ديانة الحكومة وديانة الشعب ، ومع ذلك نجد أن إله الخضرة المتمثل فى "أوزير" والمعتقد الأوزيرى البشرى فى نظر الشعب هو الذى استمال قلوبهم حتى أنه لم يكن بمقدور كهنة الشمس وما هم فيه من ثراء أن يقاوموا ذلك الميل الشعبى
فى العالم الظاهر تنقسم رحلة "رع" النهارية إلى 12 ساعة في الشروق الباكر ، يقابلها 12 ساعة ليلية بعد الغروب في العالم الباطن ، في الساعات الست الأولى من الرحلة يبدأ تمايز الوعي الذي يمثله روح "رع" الذي بدأ عند الظهر في النضوب ... وفي منتصف الليل يحدث تزامن بين هذا الوعي الشمسي والركيزة الإلهية أو أرضية الوعي أو ما يعرف بالوحدة بين الروح "رع" وجسم الوعي "أوزير" ، بالتزامن مع ذلك يشهد "أوزير" الوعي الإلهي على هذا النحو نفسه إدراكا لإمكاناته الذاتية ليصبح ذلك الوعي الحي بعد إتحاد روح "رع" مع جسد "أوزير" فى عالم الدوت إلى "رع-أوزير" (أي الروح المتحدة مع الجسم/الجسد) وهو عبارة عن طاقة هائلة يبدأ معها التجديد والتجدد للكون ليبدأ دورة يوم جديد مدتها 24 ساعة
هذا التجديد الليلي ل"رع" (الشمس) بالإتحاد مع "أوزير" ينتج عنه مزيج خيميائى غامض لا يطلع أحد على سره ففيه يكمن سر تجدد طاقة الكون واستمراره وهذا يدل على أن قوى التجديد تعمل على جانب آخر من الوعى وهو الموت (العالم الآخر عالم الباطن) ، وهذا هو ما أكدته النصوص المصرية القديمة في إشارة إلى أن "رع" (الشمس) ينزل إلى أعماق العالم الآخر الذى يسكنه "أوزير" باعتباره "با" (يصور على شكل رأس الكبش) لتتحد "باؤه" بجسد "أوزير" الراقد فى الدوت ، لذلك كان "أوزير" في نظر قدماء المصريين هو أحد القوى الكونية التى شاركت فى نشأة الكون ، وهو يمثل مبدأ الموت والميلاد من جديد (أى البعث للعالم المادى) ، وفى نفس الوقت كان "أوزير" هو أيضا مصدر الطاقة الكونية المتجدده ل "رع" وكان "رع" يكتسب تلك الطاقة الكونية المتجدده التى تضمن له الاستمرار فى الوجود من خلال إتحاده مع "أوزير"
أثناء الرحلة الكونية اليومية ل "رع" و هى بمثابة تكرار للزمن الأول أو النشأة الأولى ، هذا التكرار والإتحاد اليومى بين "رع" و "أوزير" في العالم الآخر هو الذى يضمن للكون تجديد طاقته حتى لا يشيخ ويسقط فى عالم الفوضى ومن ثم الإستمرار فى الوجود ، لذلك فان "رع" كقوة كونية سماوية (شمسية) تمثل مبدا التكرار الأبدى فى النظام الكونى ويطلق عليه (نحح) ، فى حين أن "أوزير" كقوة كونية "تحت-أرضية" تمثل مبدأ الاستمرار للأبد ويطلق عليه (دجد)
لذلك كان الكون فى نظر قدماء المصريين أشبه بآلة ضخمة فى حالة حركة دائمة صممت للعمل بلا توقف لملايين الملايين من السنين وبنى هذا النظام الكونى لكى يستمر لفترة طويلة جدا وهذا الإستمرار هو ما عبر عنه قدماء المصريين بكلمة "دجد" فالخلود أو الاستمرار للأبد (دجد) يعتمد على الحركة المنظمة للكون
فى السماء تجرى الشمس و القمر و النجوم فى مدارات فلكية معينة لا يمكنها الانفلات منها ، هذه الدورات التى تعيد تكرار نفسها بشكل دائم هى تجسيد لأحد المبادئ الكونية التى عبر عنها المصرى القديم بكلمة "نحح" و معناها "التكرار الأبدى" و التكرار الأبدى هنا لا يقصد به اعادة تكرار الحدث السابق أو الدورة السابقة كما يتبادر للأذهان وانما المقصود به تكرار لحدث أزلى وقع عند النشأة الأولى للكون ، فكل شروق لشمس يوم جديد هو إعادة تكرار لخروج "رع " من مياه الأزل لأول مرة عند نشأة الكون فدائما ما يطلق على "أوزير" و "رع" (الأمس و الغد) - أما الأمس فهو أوزير ، وأما الغد فهو رع
يمكن تتبع العلاقة بين "أوزير" و "رع" من أقدم النصوص المصرية وهى متون الأهرام ، وصفت تلك النصوص "أوزير" بأنه هو الأفق الذى يبعث منه "رع" ، كما وصف كلاً من "أوزير" و "رع" بلقب (حورس ، سيد الأرواح) وبرغم اشتراك "أوزير" و "رع" فى نفس اللقب الا أن أوزير كان دائما ساكن و راقد فى قاع المحيط الكونى ، فى حين كان "رع" دائم الإرتحال وفى حركة ديناميكية دائمه يقطع خلالها المحيط الكونى ذهابا و إياباً بلا توقف .
أما نصوص التوابيت فتبين المزيد من تفاصيل تلك العلاقة الفريدة بين "أوزير" و "رع" ، ففى أحد نصوص التوابيت تصف احدى رحلات "رع" الكونية التى ينزل فيها إلى مدينة هليوبوليس "ايونو" (مدينة التل الأزلى) لكى يبكى ويذرف الدمع على جسده "أوزير" الموجود فى هذا المكان - وهو ما يمثل إندماج بين المذهب الشمسى والمذهب الأوزيرى ، فمن الواضح أن المذهب الشمسى كان لاهوت الدولة تحيط به ابهة الملك ونفوذه ، فى حين أن المذهب الأوزيرى أو مذهب أوزير يمثل ديانة الشعب التى أنجذب إليها كل فرد متدين ، هذا التطور المستمر بين المذهبين الشمسى الذى كان متبع فى معابد الحكومة والمذهب الأوزيرى الذى يمثل المعتقدات الشعبية يعد من أهم ما تبقى لنا من أخبار ومعتقدات العالم القديم والذى يعد أقدم مثال لحالة الصراع الروحى والعقلى بين ديانة الحكومة وديانة الشعب ، ومع ذلك نجد أن إله الخضرة المتمثل فى "أوزير" والمعتقد الأوزيرى البشرى فى نظر الشعب هو الذى استمال قلوبهم حتى أنه لم يكن بمقدور كهنة الشمس وما هم فيه من ثراء أن يقاوموا ذلك الميل الشعبى
تعليقات
إرسال تعليق