مونولوج إبليس الاخير
من مسرحية ابليس ل محمود جمال الحدينى
ابليس : الأن أفارقك يا ذلك المكان الخالد فى ذاكرتى أبد الأبدين
وداعا يا من كنت يوما سكنى
يا من عاصرت الضحكات والأفراح الصادقة
ممن كان صادقا بالأمس وأصبح اليوم
سيد الكاذبين ..
قد يأتى يوم أبعد مما أتخيل
نتقابل فيه بعد سبات نوم عظيم
قد لا تعرفنى قد اصبح حينها
دميما أو مخلوقا مشوها ولكنى
سأذكرك ببرائتى سأذكرك كيف كان هذا المخلوق النارى أجمل من الحوريات وأرق من انهار الجنة وأعذب صوتا من عزف الفردوس ( ينظر الى السماء )
أما أنت
يا أعظم من احببت
يا من يسجد حبك فى قلبى
كسجود الأرض إليك
إنى أعرف أنك تعلم أنى نادم
إنى اتوسل مغفرتك انى اتمنى من بابك أن يفتح سهوة كى أنظر فيها الى نورك
لكنى أسف لن أفعل فليكتم كل فى نفسى وللأبقى هكذا اخرس حتى ابقى هو ذلك المغرور الأثيم
هل تعلم أنك أنت الروح
أصبحت الأن بلا روح
أتمنى الأن أن اثور
أتمنى أن اصرخ فى وجهك
أتمنى أن الفظ ألفاظا
تشفى ذلك الغيظ المكتوم فى نفسى
لكنى
حتى غير قادر على فعل ذلك
وليعلم مخلوقك هذا
أنى أحببتك أكثر منه
بل أكثر من هؤلاء الذين لا مكان للكره لديهم وليعلم مخلوقك هذا إنى له فى الأرض
أيها المخلوق أنى انتظرك فى الأرض
ابليس ينتظرك فى الأرض
تعليقات
إرسال تعليق